صباح الخير يا مصر .. الحضري بطل رقص

خلال الأيام الماضية تابعت مثلما تابع الجميع قضية – عصام جيت – التي هزت مصر والدول العربية والدول المجاورة ووصلت للفيفا .

عند عودتي الى منزلي السبت الماضي فوجئت بمشهد عجيب جعلني أتخيل أن هناك أمر كبير حدث في مصر حيث شاهدت تجمعات مستمرة في أي محل يوجد به – تلفزيون – والجميع مشدوه يتابع بحرقة شديدة ما يحدث ولأن مجال عملي هو كرة القدم فبالطبع كنت أعرف أنه لا يوجد لقاء قمة في أي دوري في أي حتة ولذلك أعتقدت أن الأمر يتعلق والعياذ بالله – بمشكلة كبيرة في الدولة أو لقدر الله يكون أهالينا في غزة بيتحرقوا – وعندما سألت أحد الأشخاص رد عليا وهو لا ينظر إلي من شدة التركيز – الحضري رجع يا عم – فقلت له حمد الله على سلامته .. ومشيت .

المشهد بالفعل كان عجيبا بعض الشئ لأن القضية وكما قلت ولازلت أؤكد أنه تم إستغلالها لأغراض أخرى تماما بعيدا عن كرة القدم يعرفها من يعرف – أنه في مصر – جيدا ويتابع أحوال مصر وما يحدث داخل مصر وفي غزة بشكل كبير... فمن يتابع كل هذه الأحداث سيربطها بشكل ما مع أحداث تاريخية ماضية كانت تسير بنفس الترتيب ونفس الأسلوب بغرض واحد فقط هو " خلي الدماغ نايم " التي يعرفها كل من له علاقة بأي دولة من دول العالم الثالث .

ولكن هذه المرة الأمور زادت عن الحد بشكل كبير خاصة وأن ما يتواكب مع – الحضري جيت – هو – فضيحة إ نسانية – بكل معاني الكلمة تحدث في غزة ويشاهدها الجميع بدون أي إلتفات لما تمثله من تطور رهيب في الأوضاع حيث أستطعنا أن نجعل المواطن العربي بكل فخر .. يمر على مثل هذه الأحداث مرور الكرام وهو يقول " يا رب أنصرنا بقى " ليحول مؤشر التلفاز فورا ويتابع مثلا – الحضري جيت أو يسمع الواوا .. أو يحاول أن يرجح كفة فلان على فلان في – الخيبة أكاديمي – وما إلى ذلك من الأشياء الراقية التي أصبحت تشغل بالنا !

أما أن نشاهد ونهتم ونتحرك لشئ ذات معنى فهذا أمر – قد يكون غير محمود العواقب – في ظل حالة من البحث عن علاج – الواوا التي أرتبطتت بشقاوة حمادة الذي يشخبط على الحيط ويلخبط لخبيط ويشخبط شخابيط – في بعض البلدان !! .

وحالة من البحث عن لقمة العيش أو حل لغلاء الأسعار المستمر يوميا بشكل منقطع النظير في بلدان أخرى .. أو لمعرفة هل سيظل الحضري – يطلع فوق العارضة في سيون علشان يرقص – أم أن الحضري "هيبطل " رقص في سويسرا ؟

بالطبع أعتقد أن أغلبية الجماهير في جميع أنحاء الدول العربية لديها قناعة كبيرة بأن كله يهون .. وكل مشكلة وليها مية ألف حل .. وكل قضية كبيرة يمكن لنا أن نتنازل عنها بسهولة شديدة لدرجة جعلت أحد الصهاينة يقول " أن العرب أفضل عدو يمكن أن تتعامل معه !!! " كل هذا يهون وكل هذا ليس له معنى كبير .. المهم أن نعرف " هل سيرقص الحضري في سويسرا .. أم سيكتفي بمدرسة الرقص التي فتحها فوق عارضة إستاد القاهرة ؟ والأهم من كل هذا .. من سيعالج " لا مؤخذة " الواوا !